الاثنين، 4 فبراير 2013

حب الشباب


حب الشباب

وهي من أكثر المشاكل الجلدية شيوعاً وتأثيراً في نفسية الشخص المصاب في أحرج مرحلة عمرية وهي سن المراهقة.


لماذا تحدث حبوب الشباب؟
هناك أربعة عوامل أساسية لتكوين حب الشباب:
1- زيادة الافراط في افراز الغدد الدهنية : ويؤدي هذا إلى دهنية الوجه.
2- خلل في تقرن القناة البصيلية: ويؤدي هذا إلى إنسداد القناة البصيلية وإنتفاخ الوحدة الدهنية البصيلية لإمتلائها بالدهون.
3- دور البكتريا (Propionobacrerium) : تقوم هذه البكتريا بتكسير الدهون إلى الأحماض الدهنية، وهذه الأحماض تسبب التهابات عنيفة في الجلد .
4- الإلتهاب: ويسبب الاحمرار وتكوين البثور الصديدية وقد يسبب تمزق الوحدة الدهنية البصيلية وتسرب المواد المتجمعة إلى الأنسجة المحيطة في الأدمة مسبباً إلتهاباً عنيفاً يؤدي إلى تكوين خراجات جلدية في شكل تحوصلات وجيوب صديدية تلتئم بتليفات وندبات جلدية شبه دائمة.


كيف تظهر حبوب الشباب؟
    تنقسم آفات حب الشباب على عدة أنواع حسب شدة الحالة ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين؟
أ‌- الآفات غير الملتهبة: وتبدأ بظهور الرؤوس البيضاء في المناطق الدهنية من الجسم (الوجه والصدر والظهر) والتي قد تتطور إلى رؤوس سوداء نتيجة زوال الطبقة المغطية للزؤان مسبباً أكسدة السدادة البصيلية معطياً إياها اللون الأسود.
ب‌- الآفات الملتهبة: وهي امتداد للآفات غير الملتهبة حيث ينتج إلتهابات تسبب حمرة وانتفاخ مشكلة الآفات التالية:
1- الحبوب: وهي عبارة عن انتفاخ للبصيلات الشعرية المسدودة .
2- العقد: وهي وصول الإلتهابات إلى طبقات الجلد العميقة.
3- البثور الصديدية : نتيجة التطور الإلتهاب إلى إلتهاب صديدي .
4- الأكياس الصديدية: حيث تتضخم البثور الصديدية إلى أكياس صديدية.
5- الندبات: نتيجة تليف الجلد المصاب وفقدان سطحه ومظهره الطبيعيين وهناك العديد من أنواع كالتالي:
1/ الندبات المنخفضة: وهي كاسمها انخفاضات في سطح الجلد، إلتئام الآفات محدثاً ارتفاعات ليفية في سطح الجلد.
2/ الندبات المرتفعة:
3/ ندبات مكسار الثلج: وهي عبارة عن تجويفات ضيقة وعميقة كما لو كان الجلد مضروباً بآلة حادة مدببة كمكسار الثلج.


متى تبدأ حبوب الشباب؟
تبدأ الإصابة عادة مع سنوات البلوغ الأولى بل أن حبوب الشباب تعتبر من أول علامات البلوغ خاصة عند الفتيات وعادة ماتبدأ الأعراض بالرؤوس البيضاء والسوداء في سن  المراهقة المبكرة ثم تتطور إلى الآفات الملتهبة، وتزيد المشكلة خلال سنين المراهقة حتى تصل أوجها عند اكتمال البلوغ في نهاية العقد  الثاني أو بداية العقد الثالث من العمر.

متى تختفي حبوب الشباب؟
غالباً ما تبدأ حبوب الشباب في التحسن النسبي في منتصف إلى أواخر العشرينات ولكنها قد تمتد إلى عدة سنوات أخرى وفي الحالات الشديدة يمكن لها أن تستمر نشطة إلى سن متأخرة في العقد الخامس أو حتى السدس خاصة عند الرجال ولا يمكن التنبؤ بنهايتها خاصة لو تركت بدون علاج.

ماهي المضاعفات المحتملة لحبوب الشباب؟
أ/ مضاعفات جسمية:
     وهي المضاعفات والآثار الناتجة من حبوب الشباب وتشمل الآتي:
• أثار صبغية: وتكثر عند أصحاب البشرة الحنطية والسمراء، وينبغي دائماً فهم أن العلاج يجب أن يتركز على حبوب الشباب نفسها مع الآثار.
• آثار ندبية: ويمكن علاجها بواسطة جراحة حب الشباب.
ب/ مضاعفات نفسية:
     حيث أن أغلب المراهقين من الجنسين يعانون نفسياً من وجود الحبوب ويعانون أكثر لو لم يجدوا التعاطف من والديهم أو من الطبيب المعالج وقد تؤدي الحبوب الشديدة المشوهة إلى حدوث إكتئاب ثانوي تفاعلي.

هل يمكن أن تكون الحبوب دليلاً على ارتباطات أخرى؟
يمكن أن تكون حبوب الشباب عند السيدات دليلاً إختلاطات هرمونية تزيد من إنتاج الهرمونات الذكرية وقد يكون مصدر ذلك الغدة فوق الكلوية أو المبيض، وهناك بعض العلامات التي يمكن أن تكون دليلاً على وجود هذه الاختلاطات كثيراً ما يسأل الطبيب عنها وأهمها ما يلي:
1- حبوب الشباب الشديدة
2- بدء الحبوب الشديدة في سن غير معتاد كأن تبدأ مبكراً أو في عمر متأخر عن المعتاد.
3- وجود اضطربات في الدورة الشهرية.
4- وجود صعوبة في الحمل للسيدات المتزوجات.
5- وجود زيادة في الشعر الذكوري خاصة في الوجه.
6- ظهور صلع ذكوري مع انحسار خط الشعر الأمامي.
7- وجود علامات ذكورية أخرى.
وفي حال شك الطبيب بوجود هذه الاختلاطات قد يعمد إلى قياس هذه الهرمونات والتأكد من مستوياتها.

ماهي علامات شدة المشكلة وحاجتها للعلاج؟
يرجع ذلك بشكل كبير إلى المريض ورغبته في العلاج من عدمه، وطبياً يجب التحكم في جميع أنواع حبوب الشباب ويتأكد ذلك في الحالات التالية:
• وجود آثار ندبية.
• وجود بثور صديدية .
• وجود خراجات عميقة.
• تأثير المشكلة على تفاعل المريض مع بيئته ووظيفته.


كيف يتم العلاج؟
   بعد تقييم الحالة يتم اختيار العلاج بواسطة طبيبك وذلك خلال سلم علاجي يتدرج من علاجات موضعية إلى علاجات بالفم كالتالي:
أ/ تدابير غير دوائية:
    وتهدف إلى التقليل من دهنية الوجه، وتتكون من التالي:
1- الحذر من إضافة أي مواد دهنية تزيد من دهنية الوجه كما يجب تجنب المرطبات الجلدية ما أمكن وأن لزم الأمر استعمال مركبات غير مكونة للزؤان (Non-comedogenic).
2- استعمال مساحيق التجميل الخالية من الدهون وذلك امتداداً لتجنب زيادة دهنية الوجه، كما ينصح بمحاولة استعمال الأساسات التجميلية في شكل مساحيق.
3- غسيل الوجه يومياً بأي نوع من الصابون وذلك لإزالة الدهون.
4- تجنب محاولة إخراج الرؤوس البيضاء والسوداء والآفات الملتهبة أو العبث بها وذلك لاحتمال انفجارها للداخل مثيرة إلتهاباً شديداً.

ب/ التدابير الدوائية:
  تهدف إلى إصلاح الخلل الوظيفي للمشكلة وتتكون من الأدوية التالية:
العلاجات الموضعية :
1- المضادات الحيوية الموضعية: وتفيد المضادات الحيوية الموضعية في علاج الآفات الملتهبة الخفيفة.
2- مشتقات فيتامين (أ) الموضعية (الريتينويدات): مثل دواء الريتن (أ) ولها دور مهم في علاج المشكلة لامتلاكها الخصائص التالية:
* قدرتها على تقليل إفراز الدهون من الخلايا الدهنية.
* تأثيرها المحطم للطبقة القرنية مما يؤدي إلى فتح مجاري الوحدات الدهنية البصيلية مما يؤدي إلى زوال الانسداد.
* تحرير الخلايا الجلدية وتقليل إلتصاقها ببعضها وهذا يؤدي إلى تقليل الانسداد.
* كمضاد الإلتهاب.



مضاعفات الريتينويدات الموضعية:
• تحدث هذه المركبات تهيجاً واحمراراً وتقشيراً عند كل المستعملين إذا استعملت بدرجة كافية وغالباً ما يخف هذا التهيج بعد المدوامة على الاستعمال وفي حالة حدوث التهيج يوقف الدواء لمدة يومين أو ثلاثة حتى يختفي ثم يمكن المعاودة بتكرار أقل.
• نتيجة لزيادة تحرير الخلايا الجلدية فإن سماكة الطبقة العليا من الجلد (البشرة) تقل ولذلك يمكن أن يحدث حرق الشمس بسهولة، لذلك يحذر من التعرض الكثير للشمس.

طريقة الاستعمال:
     ينبغي البداية بطريقة تدريجية فمثلاً يستعمل المركب مرة واحدة (يفضل في الليل) كل يومين أو ثلاثة لمدة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة فإذا لم يحدث تهيج شديد فيمكن زيادة التكرار إلى مرة كل يومين ثم مرة كل ليلة ثم تتم المداومة على الاستعمال، وينبغي التنبيه إلى أن مفعولها بطئ ويستغرق من 3-6 أشهر لحصول النتائج المطلوبة.

العلاجات بالفم:
أ/ المضادات الحيوية بالفم:
•ملاحظات حول الاستعمال:
    لا تستعمل هذه المضادات كمضادات حيوية فقط (لقتل البكتريا) ولكن أيضاً لامتلاكها خواص مضادة للإلتهاب تجعلها جداً مفيدة للمشكلة ولذلك فليس هناك قلق شديد من استعمالها لفترات طويلة خاصة لو رغب المريض التوقف عند المضادات وعدم تجاوزها إلى مراحل أخرى في السلم العلاجي.

ماهي أهم الآثار الجانبية للمضادات الحيوية؟
  بشكل عام هي بسيطة وأهما مضايقة المعدة حيث يسبب نوعاً من عدم الارتياح في المعدة ويمكن تلافيها بأخذ الدواء بعد الأكل .
مشتقات فيتامين (أ) بالفم -
ب/ دواء الرواكتان (Roacutane):
     قد أحدث هذا الدواء ثورة غير مسبقة في علم طب الأمراض الجلدية لا زال صداها وآثارها ملموسة حتى اليوم، وقد اعتبر هذا العلاج ثورة للأسباب التالية:
1- أصبح ممكناً علاج أنواع من حبوب الشباب كانت تعتبر غير قابلة للشفاء في السابق نتيجة لشدتها.
2- فتح هذا العلاج ومشتقاته الأبواب لأبحاث كبيرة في علاج العديد من الأمراض غير المقتصرة على طب الأمراض الجلدية بل يتعداه إلى شتى الأمراض الأخرى .
3- يعتبر العلاج آمناً نسبياً إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة ومنها بعض التحاليل التي تجرى شهرياً.
دواعي الاستعمال:
   يصرف الدواء لمرضى حبوب الشباب المصابين بأنواع من حبوب الشباب العنيدة للعلاجات الأخرى خاصة حبوب الشباب الندبية أو إذا كثر انتكاسها بعد استعمال علاجات أخرى.

ماهي الآثار الجانبية لدواء الرواكتان:
1- تشوهات الجنين لذا ينصح باستعمال وسيلتين لمنع الحمل أثناء وبعد العلاج بشهرين بالنسبة للنساء.
2- قد يؤدي إلى إرتفاع في نسبة الكرليسترول والدهون الثلاثية .
3- جفاف عام بالجسم.

طريقة الاستعمال:
  يستعمل هذا الدواء بشكل كبسولات تؤخذ يومياً بجرعات مختلفة وذلك حسب وزن الجسم وغالباً ما يطلب الطبيب عمل فحوصات الدم والكبد والدهون قبل البدء في العلاج مع فحص الحمل للسيدات المتزوجات ثم تعاد هذه الفحوصات شهرياً أو حسب تقدير الطبيب.

متى يمكن علاج آثار الحبوب؟
يمكن علاج الآثار الصبغية (بالكريمات وغيرها) مع علاج الحبوب أما الآثار الندبية بيجب علاجها بواسطة الليزر الخاص (فراكسيل).

أخطاء شائعة عن حبوب الشباب:
1/ حب الشباب يصيب الشباب فقط.
خطأ: حب الشباب ليس محدداً بسن معينة، حيث أنه يمكن أن يصيب مختلف الأعمار وأن كان بشكل أكبر عند الشباب.
2/ حب الشباب مسألة مؤقتة تزول بعد فترة قصيرة.
خطأ: لا يمكن التنبؤ بمدى بقاء المشكلة ومن الخطأ الكبير تأجيل العلاج على أساس أنها ستزول بعد فترة قصيرة حيث أنها غالباً ما تبقى عدة سنوات على أقل تقدير.
لايحتاج إلى علاج حب الشباب حيث أنه ظاهرة طبيعية.
خطأ: على الرغم من كثرة الإصابة بهذه المشكلة إلا إنها في معظم الأحيان تحتاج إلى علاج وينبغي علاجها لتوفر علاجات مأمونة ومقبولة وفعالة.

ليست هناك تعليقات: