الاثنين، 4 فبراير 2013

AlopeciaAreata الثعلبة المنطقية

مقدمة:

تطلق كلمة ثعلبة على أي تساقط للشعر في منطقة معينة والمقصود في هذا الموضوع هو التساقط بسبب مرض الثعلبة المنطقية وهو الإسم الذي يطلق على هذا المرض، ويوجد تعارف بين الناس والأطباء أنه إذا أطلقت كلمة ثعلبة فهي تعني الثعلبة المنطقية.

الخلل الوظيفي والأسباب:
وهي من الأمراض ذاتية المناعة (مثل البهاق) والتي يحارب الجسم فيها البصيلات الشعرية في الطور التجددي (Anagen Phase) ولم تعرف أسباب الإصابة بعد.

الأعراض والعلامات والأنواع:
يتميز مرض الثعلبة بوجود بقع خالية من الشعر بشكل كامل أو شبه كامل مع عدم وجود أي تغيرات في سطح البشرة من تقشير كما لا توجد أي أعراض غير سقوط الشعر والذي غالباً ما يكون فجائياً خلال عدة أيام وتنقسم الثعلبة إلى عدة أنواع:
1) الثعلبة المنطقية (Alopecia Areata) (الخاصة البقعية):

وهي عبارة عن وجود المرض بشكل بقع مختلفة العدد والحجم كثيراً ما تصيب شعر الرأس ولكنها يمكن أن تصيب أي مناطق محتوية على الشعر مثل الشارب أو اللحية أو الحواجب وقد تبقى البقع محدودة الانتشار ولكنها قد تتطور إلى الأنواع الأخرى.
2) الثعلبة الكلية (Alopecia Totalis):
وهي عندما يصيب المرض معظم شعر الرأس أو كامله.

3) الثعلبة الشاملة (Alopecia Universalis):
وهي عندما ينتشر المرض إلى مناطق أخرى مسبباً تساقط معظم شعر الجسم في الوجه والصدر والظهر والإبطين والعانة بل وقد يسقط شعر الأطراف وهدب العيون ويعتبر هذا النوع أشد الأنواع عناداً ومقاومة للعلاج.

التشخيص والفحوصات:
غالباً ما يكون التشخيص واضحاً للمختص ولا يحتاج عادة إلى فحوصات لتأكيده وفي الحالات المبهمة يمكن عمل عينة من المنطقة المصابة لتأكيد التشخيص أو نفيه ونتيجة للارتباطات الجهازية للمرض فقد يعمد الطبيب إلى فحص الغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود اختلاطات هرمونية كما أنه قد يقوم بفحص الأجهزة الأخرى ويترك ذلك لتقدير الطبيب.

الارتباطات الجهازية:
ويلاحظ ان الثعلبة المنطقية كغيرها من الأمراض ذاتية المناعة يمكن أن تكون مصحوبة بإنتاج أجسام مضادة للعديد من الأنسجة وهذا ليس بالضرورة أن يؤدي إلى آثار سريرية بل أنه في غالب الأحيان يكون عبارة عن نتائج مخبرية غير مصحوبة بأي أعراض أخرى،

وأهم الأمراض التي قد تصاحب الثعلبة هي التالية:
1- البهاق: ويشاهد غياب اللون على الجلد.
2- أمراض الغدة الدرقية المناعية: ويتدخل الطبيب لو كان هناك خلل في إفرازات الغدة الدرقية من زيادة أو نقصان أما ما عدا ذلك فيكتفي الطبيب عادة بالمراقبة بدون تدخل علاجي لانعدام الحاجة لذلك.
3- اضطرابات الغدة فوق الكلوية (الكظرية): وهي مايعرف احياناً بمتلازمة أديسون (Addison Syndrome) وهو نادر الحدوث.
4- فقر الدم الوبيل (Pernicious Anemia) وهو أيضاً من الأمراض ذاتية المناعة حيث يعمد الجسم إلى محاربة الخلايا الجدارية (Parietal Cells) في الغشاء المبطن للمعدة وقد ينتج عن هذا نقص امتصاص فيتامين ب 12 (Vitamin B12) مسبباً أعراضاً مختلفة.
5- اضطربات مناعية أخرى: مثل المرض المناعي الذاتي متعدد الغدد (Polyglandular Autoimmune disease) بنوعيه الأول والثاني.


العلاج
يعتمد علاج الثعلبة المنطقية على عدة عوامل أهمها:
1- مساحة المنطقة المصابة.
2- مكان المنطقة المصابة.
3- نجاح أو فشل علاجات سابقة.

أ/ التدابير العلاجية الدوائية : اهم التدابير العلاجية الدوائية هي التالية:
1- مركبات الكورتيزون الموضعية : وتستعمل بشكل رئيسي عند الأطفال والكبار في حالة محدودية المنطقة المصابة في الرأس أو الوجه وعادة ما يستعمل الطبيب مركبات ذات قوة متوسطة لمدة تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر ويهدف العلاج إلى تثبيط خلايا المناعة المهاجمة للبصيلات الشعرية.
2- مركبات الأنثرالين (Anthralin) ويستعمل كمادة معدلة للمناعة حيث يوضع على الجلد المصاب لمدة قصيرة (دقائق) ثم يغسل ويكرر هذا يومياً مع زيادة مدة التعرض تدريجياً حتى تصل إلى عدة ساعات، وتستعمل هذه الطريقة تجنباً  لتهيج الجلد المصاحب للعلاج كما يمكن للدواء أن يصبغ الجلد بلون بني مصفر.
3- حقن الكورتيزون الموضعية: وتستعمل بتراكيز متوسطة إلى عالية حسب المنطقة المعالجة، ويكرر العلاج خلال عدة أسابيع إن كان هناك استجابة ملحوظة ويمكن ان تؤدي هذه الطريقة إلى ضمور الجلد خاصة لو استعملت بتراكيز عالية.
4- الكورتيزون بالفم والعضل: وقليلاً ما تستعمل نظراً للآثار الجانبية الجهازية ونظراً لكونها غير شافية من المرض لأن المشكلة كثيراً ماتعود بعد التوقف عن العلاج، وربما كان من أكثر الحالات قابلية للعلاج بهذه الطريقة هي الثعلبة الكلية أوالشاملة الحادة مع غياب موانع استعمال الكورتيزون التي يقدرها الطبيب.
5- المواد مثبطة المناعة: وتستعمل بالفم لتثبيط الجهاز المناعي في الجسم، ويعاب عليها أنها تؤدي إلى المضاعفات التالية:
إضعاف مناعة الجسم وإمكانية حدوث انتانات جرثومية.
إمكانية حدوث أورام سرطانية ثانوية مع طول الاستعمال.
إمكانية عودة المشكلة بعد التوقف عن العلاج.
آثار جهازية أخرى حسب نوع الدواء.


6- أشعة البوفا (PUVA): وقد قل استعمالها أخيراً لظهور بعض التقارير غير المشجعة عن فاعليتها.
7- المواد المحسسة الموضعية: وتقوم هذه المواد بإحداث اكزيما تحسسية تلامسية بعد دهنها على المناطق المصابة (عادة أسبوعياً) مما يؤدي إلى ظهور الشعر بعد فترة من الاستعمال، ويعتقد أن تغيير التوزان في إفرازات الخلايا المناعية يؤدي إلى زوال تأثير الخلايا على البصيلات الشعرية، وهناك العديد من المواد المستعملة لهذا الغرض وتختلف من ناحية تركيبها وخصائصها الحيوية وأهمها مادة دايفنيل سيبرون.(Diphenylcprone) أو دي. سي. بي. (DCP).


العلاج بمادة دي. سي. بي. (DCP)
الطريقة :
يعمد الطبيب إلى جعل الجسم حساساً للمادة بدهنها على منطقة معينة من الجسم بتركيز عالٍ نسبياً ثم يبدأ بدهن المنطقة المصابة بتراكيز منخفضة جداً أسبوعياً محدثة اكزيما تحسسية تلامسية بسيطة الشدة، وبعد الاستمرار في العلاج لمدة تتراوح بين أسابيع إلى أشهر يبدأ ظهور الشعر ان كان العلاج ناجحاً، ويقوم الطبيب عادة بدهن نصف المنطقة المصابة (الرأس مثلاً) لاستخدام المنطقة غير المدهونة كعامل تحكم لاحتمالية النمو التلقائي للشعر الغير معتمد على المادة العلاجية وإذا بدأ الشعر بالظهور فان الطبيب يعمم العلاج على بقية الرأس.

فعالية العلاج بمادة دي. سي. بي. (DCP)
يعتبر هذا العلاج الآن من أكثر العلاجات الفعالة للثعلبة المقاومة للعلاج بالأدوية الأخرى وتصل نسبة النجاح في هذه الحالات إلى 50-80% وهي نسبة عالية جداً، وقد ثبت فعالية العلاج وسلامته حتى للأطفال.

الآثار الجانبية للعلاج بمادة دي. سي. بي. (DCP)
لابد للمريض من فهم هذه الآثارالجانبية والإحاطة بها:
1- استمرارية اكزيما تلامسية في المنطقة المعالجة: ويحاول الطبيب الحفاظ على اكزيما خفيفة إلى متوسطة الشدة بتغيير التركيز المستعمل للمادة ولكن أحياناً قد تزيد الاكزيما إلى الحد الذي يتطلب علاجاً في حد ذاته.
2- تصبغات البشرة: هي زيادة أو قلة في صبغة الجلد بسبب الالتهاب المصاحب له.
3- تضخم الغدة اللمفاوية في الرقبة: وهذه غالباً تختفي بعد العلاج.

ب‌) التدابير العلاجية غير الدوائية: وتتكون من عدد من الخطوات التي تساعد في إخفاء المشكلة ريثما يعود نمو الشعر تلقائياً أو بواسطة العلاج وتتكون من الآتي:
1- تسريح الشعر بطريقة تخفي البقعة المصابة: وهذا سهل التطبيق في الحالات البسيطة.
2- استعمال الشعر الصناعي (الباروكة): وخاصة للنساء والفتيات حيث يمكن اختيار القطعة المناسبة لإخفاء المشكلة تماماً وهذا ما يعطي إحساساً بالثقة في النفس ويخفف الضغط النفسي الذي يتعرض له المريض.

الإنــذار (Prognosis)
هذا يعتمد على نوع المشكلة فالثعلبة المنطقية المحدودة تعاود النمو تلقائياً بدون علاج عند ما يقارب 60% من المرضى خلال عدة أشهر، وتزيد النسبة قليلاً مع قصر الوقت اللازم إذا استعملت العلاجات، أما في حالات الثعلبة الكلية أو الشاملة فإن المشكلة غالباً ما تكون أصعب وأكثر مقاومة للعلاج ولكن لا يعني هذا فقدان الأمل إذ كثيراً ما يعود الشعر إلى الظهور بعد أن يكون الطبيب والمريض فقد كل الأمل في ذلك.


أخطاء شائعة عن الثعلبة
1- الثعلبة مرض معد
خطأ: ليس للعدوى أي دور في الإصابة بالثعلبة.
2- الثعلبة ناتجة عن الضغط النفسي
خطأ: حيث لا يوجد دليل على وجود علاقة بينهما وان كان هذا لا ينفي وجود العلاقة، ولكن وجود شيء من الضغط النفسي يعتبر من الأمور العامة لكل الناس تقريباً، كذلك الكثير من المرضى ليس لديهم ضغوط تذكر ويصابون بها وعلى النقيض من ذلك الكثير لديهم ضغوط نفسية ولا يصابون بها مما يقلل من أهمية هذا العامل في المرض.
3- العلاجات تمنع ظهور بقع جديدة من الثعلبة
خطأ: حيث أن العلاجات يمكن أن تساعد البقع الموجودة أصلاً لكن لا يمكن استعمال العلاج لمنع ظهور بقع حديدة.
4- مهيجات البشرة تمنع ظهور بقع جديدة من الثعلبة
خطأ: وربما نتج هذا الخطأ من أن كثيراً من المواد المستعملة في علاج المرض تسبب اكزيما وتهيجاً للجلد مثل الانثرالين و (DCP


ليست هناك تعليقات: